قال إيه إتش هيلر، الزميل بمركز بروكينجز للأبحاث، إنه بينما ذهبت العديد
من وسائل الإعلام الغربية لوصف تحرك الجيش نحو عزل الرئيس محمد مرسى من
منصبه بـ"الانقلاب"، فإن المدافعين يؤكدون أن هذا الوصف لا ينطبق على الوضع
فى مصر، لأنه جاء فى أعقاب انتفاضة شعبية تطالب بذلك.
ويشير إلى أنه بشكل عام يتحدث كلا الجانبين عن الأغلبية الصامتة التى لا
يمكن لأحد أن يثبت بدقة إلى أى جانب تميل، لكن البيانات التى أظهرها مؤخراً
مسحا تحت اسم "اتجاهات التحرير" وبيانات أخرى لمعهد جالوب، يمكن أن تسلط
الضوء، على الأقل، على جزء من الخطاب العام.
ويكشف هيللر، فى مقاله بمجلة فورين بوليسى، عن بعض النتائج التى أسفر
عنها استطلاع أجرى فى الفترة من أواخر مايو وحتى بداية يونيو الماضى وآخر
لجالوب فى يونيو، فعلى الرغم من أن تحرك الجيش لعزل مرسى جاء بعدها، حيث لا
يمكن التعرف على حجم تأييد الخطوة، فإن النتائج تسلط الضوء على عدم شعبية
مرسى الواضحة، وانعدام الثقة فى حكمه وجماعته وحزبه بين أولئك الذين صوتوا
له فى الجولة الأولى من الانتخابات وليس الثانية فقط.
ويشير إلى أن محمد يونس المحلل بمعهد جالوب أصدر بيانات تشير إلى هذا النقص فى الثقة، والذى امتد ليشمل كل حكومة مرسى.
ووفقا للنتائج، فإنه بينما قال 77% إنهم يتوقعون من مرسى أداءً جيداً،
عند توليه منصبه، فإنه فى النهاية قال 74% من المستطلعين إنه كان أسوأ مما
كانوا يتوقعونه، كما قال 72% إن أداء حزب الحرية والعدالة أيضاً كان سيئاً
جداً.
ويقول هيللر، إن المصريين الذين صوتوا لصالح مرسى فى الجولة الأولى، وليس
فى جولة الإعادة فى مواجهة الفريق أحمد شفيق، شاركوا بشكل كبير فى خيبة
أملهم تجاه اختيارهم، فمن بين أولئك الذين صوتوا لمرسى، قال 53% إن الرئيس
السابق قدم أداءً سيئاً مما كان متوقعاً، وأضاف 56% أن حزب الحرية والعدالة
كان أيضاً أسوأ من المتوقع.
وقال أغلبية المستطلعين، إن جماعة الإخوان المسلمين والرئيس المعزول
مسئولون عن حالة الاستقطاب الراهنة فى مصر. وأشار ستة من كل عشرة مستطلعين
إلى أن جماعة الإخوان تتحمل المسئولية، فعند سؤالهم عن الجهة التى تتحمل
المسئولية الأكثر عن الاستقطاب اتفق 49% على جماعة الإخوان المسلمين و5%
على السلفيين و15% على جبهة الإنقاذ الوطنى و12% على مرسى.
وبشكل عام، فإن المصريين لا يعتقدون أن حياتهم تحسنت خلال عام من حكم
مرسى، فلقد قال 63% إن حياتهم زادت سوءا، وقال 25% إن حياتهم بقيت كما هى
دون تقدم، وقال 12% فقط إن حياتهم تحسنت.
ووفقا لدراسة أخرى أجراها مركز جالوب فى يونيو الماضى، فإن 69% أعربوا عن
رفضهم لأداء مرسى وحكومته، وأكدت نتائج المركز البحثى البارز تراجعاً
كبيراً جداً فى شعبية مرسى وقيادات حكومته، ولم يحظ حزب الحرية والعدالة
سوى على تأييد 19% فقط من المستطلعين.
ويخلص هيللر بالقول، إنه على الرغم من أنه لا يمكن معرفة حجم تأييد
المصريين لخطوة الجيش نحو عزل مرسى، دون بحوث إضافية، لكن المؤكد من خلال
البيانات أن أغلبية كبيرة من المصريين أصيبوا بخيبة أمل بعد عام من حكم
الإخوان المسلمين، وأيضا تظهر استطلاعات سابقة لجالوب وغيره تمتع الجيش
المصرى بثقة وشعبية كبيرة، فحتى فى أواخر عام 2011، حيث أبدى المجلس
العسكرى أداءً ضعيفاً فى إدارة البلاد، أثبت استطلاع لجالوب تمتع المؤسسة
العسكرية المصرية بثقة 88% من المصريين.