عندما تصبحين أمّاً


Unknown | 08:04 |

عندما تصبحين أمّاً...

هي منبع العطاء والحياة، تبعث الأمل في النفوس وتفيض بالعطف والحنان. هي "ست الحبايب"، التي تزاحمت الأشعار لوصفها، إلاّ أنه ورغم رهافة إحساس الكلمات ما زال الكتاب والشعراء غير قادرين على إيفائها حقها.
غنّاها سعيد عقل، أحبّها جبران، وطرب على صوتها القديسون. نابوليون لم ينحن الا لها، وفي حناياها ملاذ حنيني. "ماما" قد تكون أجمل كلمة وهديّة الى بشرية متعبة. لكن كيف تتوطّد العلاقة بين الأمّ وأولادها وتكتسب ثقتهم؟
لم يعد طفلك يحتاج الى حضنٍ دافئ يحميه من كوابيس الليل، بل ليبوح بكلّ ما يمتلكه من أحاسيس جيّاشة، فيخلع عنه عباءة الطفولة ليرتدي زياً ممزوجاً بالمشاعر المتناقضة. هذا الواقع يفرض نفسه في عمر المراهقة بشكل خاصّ، حيث تعتبر تلك المرحلة دقيقة وتستدعي الأمّ للتسلّح بذكائها فتكتسب ثقة أولادها.
من جهة أخرى، يزوّد الطب النفسي الأمهات ببعض الإرشادات التي تساعد على كسب ثقة الولد وفي طليعتها عدم التفرقة في العلاقة بينه وبين الإخوة والابتعاد عن التمييز بين الفتاة والشاب، وإعطاء فسحة حرية لكل منهم. كما ينصح الطبّ بأهمية تعليم الفتاة عن عمر الـ9 سنوات تقريباً كيفية حماية نفسها من التحرش الجنسي والمشاكل المتعلقة بالبلوغ ونزع هاجس الخوف من التحدث في تلك الأمور.
أفكار لاختيار هدايا عيد الأم 2013
في هذا الإطار، يرى علم النفس "ضرورة رسم حدودٍ في العلاقة بين الأمّ وولدها بشكل مقبولٍ أي عدم الإفراط في تطبيق المثاليات، إذ إن السعي للكمال في تأدية دور الأمومة هو أمرٌ إيجابيّ إلاّ أنه موقت ويحتوي على الكثير من التملّق، فينفجر بعد مرور الوقت وينعكس سلباً على الطفل".
الى جانب ذلك، يعتبر التحلّي بالهدوء أثناء التعاطي مع أطفالنا أفضل وسيلة لمدّهم بالراحة والهدوء ولكن هذا لا يعني تحمّل نزواتهم ونوباتهم الهستيرية من دون الالتفات إليها، بل رسم حدود واضحة بين ما يستلزم تدخلنا وما يمكن تجاهله باختصار. وتشير الدراسات الى أن وقوفنا بهدوء تام أمام طفل يصرخ هو أفضل وسيلة يمكن اعتمادها لدفعه للهدوء.
 
كما قد تُخطئ بعض الأمهات في بعض الألفاظ أو التصرفات تجاه أولادهنّ إلاّ أن ذلك لا يستدعي الشعور بالندم بل صبّ كل الاهتمامات الى الحاضر من دون العودة الى الماضي شرط اكتساب خبرة من التصرفات السابقة.
صحيحٌ أن أصول التربية لا تختلف بين الفتاة والصبيّ، إلا أن العلاقة بين الابنة والامّ تعتبر أكثر قرباً واتحاداً.
من هنا، يجب أن تتمتع الأمّ ببعض الشروط الأساسية لتوطيد علاقتها بابنتها بشكل جوهريّ، ومنها:
• اجعليها تدرك أن الحياة لا تقف عند مشكلة تواجهنا بل أن تدرك أن الأخطاء تمنحنا فرصة كبيرة للتعلم.
• حاولي أن تظهري مساوئ تصرفاتها بأمثلة واقعية بعيداً عن الشعارات والتقاليد ما يضعها أمام الأمر الواقع.
• لا تنتقدي تصرفاتها وملابسها وطريقة تناولها للطعام بعبارات جارحة وبشكل دائم كي لا تخلقي عندها عقدة نفسية، بل استخدمي أسلوب النقاش والهدوء، ما يدفعها الى تصحيح أخطائها.
• استخدمي عبارة "اختاري مصلحتك" في كل المواضيع، ما يجعلها تشعر بتحمّل المسؤولية أكثر.
• دربي نفسك على الانصات لها دون استخدام العظات التي تعتبر بمثابة عقاب لها.
علاقة اتحاديّة
في المقلب الآخر، يحول الاقتراب المزمن بين الأمّ وابنتها دون تحقيق الطموحات الشخصية أحياناً. فتشكل الأم وابنتها شخصاً واحداً ويصبح حبهما اتحادياً. من ناحية هناك الأمهات اللواتي ينتقدن، ومن الأخرى اللواتي يصغين الى مشاكل ابنتهن. تتحول بعضهن أفضل صديقات لابنتهن، ويعشن من جديد مغامرات المراهقة المدمّرة رغماً عنهن، لأنه يتعذر عليهن الهرب منها

0 التعليقات:

Post a Comment